قصتنا

  إلى كل النساء على مر الأزمان، في جميع الأراضين، وعلى جميع الكواكب

إلى المختلفاتِ والمغترباتِ والغريباتِ والوحيداتِ والسابقاتِ عصرهنّ

لأولئك اللواتي أُخفين وأُنكرن ورُفضن، ليس لشئ إلا لأنهن كن -فقط- مختلفات

إلى أرواح أولئك اللواتي نُبذن بسبب شعرٍهن الأحمر كأزهار البونسيانا، أو تعرضن للتنمر بسبب شعورهن المجعدة كجذوع أشجار البلوط، اتُهمن بالسحر بسبب موهبة غير اعتيادية في استخدام الأعشاب وكشف أسرار الطبيعة، أو لأنهن كشفن عن معرفةٍ خاصة بقدرات العقل وطلاقة اللسان

إلى ذوات الروح الحرة، اللواتي وصمن بالعارِ لأنهن عرفن ما أردن في زمنٍ مبكر جدا من عمر الإنسانية، أو اتهمن بالفسوق لأنهن ملكن منابع الكَلِم ومفاتيح القلوب، أو أهدرت دماؤهن.. لأنهن كن فقط "هن". إلى كل هؤلاء، نعرف أنكن كنتن جميلات جدا، طموحات جدا، حالمات، وجريئات

نريد أن نطمئنكن: نحن هنا.. وأنتن أيضا، ما زلتن هنا، وأبدا ستكونون 

لقد نمْت أشجارٌ كثيرة من دمائكن التي سالت هدراً وإجراماً، وتفتحت ورودٌ أكثر ألوانا وبهاءا من إثرِ رماد شعوركن وأظافركن، وجرت مياهٌ وتفجرت ينابيع من آخر دمعاتكن التي سالت في صمت وكبرياء، ومن صرخاتكن الأخيرة. لترشدنا تلك النبتات والينابيع إلى عالمٍ من الجمال والقوة والتمكين، أنتن من يقفن خلفه

لن ننساكن! ونطمئنكن، اليوم نحن هنا بشعورنا الحرة على رؤوسٍ مرفوعة، بأصابعنا الطويلة، بضحكاتنا المتعالية من أفواهٍ لا تخشى حقوقها ولا الحقيقة، ببشرتنا الفاتحة أكثر من اللازم، السمراء أكثر من اللازم، أو المتغايرة كخريطة العالم، بأجسادنا التي تخبئ كل أسرار الكون بين ثناياها الكثيفة، أو تعكس ضوء الشمس البكرعلى صدورٍ مسطحة، بكل ما لدينا من جمال وما فينا من عيوب

اليوم -بفضلكنّ- أصبحنا قادرات على القول: "نعم.. نحن ساحرات!" إن كان هذا كل ما يعنيه الأمر..أن نكون فقط أنفسنا